تحميل...

من وحي الألم- بين الأقنعة والواقع

معين أبو عبيد
نُشر: 11:29

من وحي الألم- بين الأقنعة والواقع... رسالة إلى من يدعون المثالية

يُعطي اللّٰه سبحانه وتعالى الجاه مع رحمته، فإذا هي إصلاحٌ ومصدرُ أمنٍ ووسيلة للخير والخيار الصالح من العمل والأثر... فإن سُلبت رحمتُه، فإذا هي مصدرُ قلقٍ وطغيانٍ ودعوى استكبارٍ، تَجرُّ بصاحبها إلى غضب اللّٰه في الآخرة".

 هناك مَنْ يُنكرون الطفولة ويسيئون فهمها، ويخاطبون الآخرين وخاصة البُسطاءَ وأصحاب الحالات الخاصة باستعلاءٍ، وقد يستمرؤون ذلك.  ولم أجد في مصطلح "الطفولة" ما يُبرر هذا التجاهل، فالإنسانيةُ تتمتع بحسّ إنسانيّ فطريّ يميل إلى الرحمة والتآلف والصدق والمسامحة، ويسعى لتحقيق العدالة.

 أما الثقل الاجتماعي والفسادُ والنفاقُ وغيابُ الأمانة والأخلاق الحميدة، فهذه ظواهرُ سلبيةٌ تستحق النقد، وكلمتي اليوم موجهةً إلى كل مَنْ يدعي المثاليةَ وهو بعيدٌ عنها. وأنا أتساءل أليس من الخزي والعار ان نرفع وبصوت عال شعارات الوحدة ونحن نفرق بين الضعيف والقوي الغني والفقير وأصحاب الحالات الخاصة ندعي المحبة والتسامح ونحن نزرع بذور الشقاق والكراهية في كل خطوة ؟   

اناشدكم باسم الإنسانية ان تتعاطفوا، وتُصغوا، وتتقبلوا مشاعر الآخرين، وتحترموا آراءهم، وتقدروا همومهم البسيطة والعظيمة، وتعاملوهم بلُطفٍ وإحسان كفانا إيذاءً للقلوب التي تنزف ألماً ومرارة، لا داعي لمزيد من التصرفات التي تجاوزت كلَّ حدود المنطق، فلكل شيءٍ بدايةٌ ونهايةٌ، وحدودٌ يجب احترامها.

كيف تدَّعون الحضارةَ والنهضةَ والإنسانيةَ، وأنتم تتجاوزون كلَّ الخطوط الحمراء؟! تبنون قصوراً من الأوهام، بينما الواقع يُظهر العكس:  حملتم آمالَ المساكين وأحلامَهم، ثم ابتعدتم عن تراثنا الحضاري الأصيل، وعن العلم والمعرفة، وارتديتُم أقنعةً زائفةً تخبئوا ما في أعماقكم من نقائصَ.

حان الوقت أن تستيقظوا من سباتكم العميق، وتكفوا عن تجاهل الآخر، وتعززوا احترامَ جميع فئات المجتمع - بغض النظر عن الدين أو الانتماء أو العرق أو الوضع الاجتماعي، وتنصروا الحقَّ، وتتحلوا بالعدل، وتتذكروا وصايا  اللّٰه ، وتُعيدوا بناءَ القيم الإنسانية الأصيلة فلنبدأ بأنفسنا نروض أنانيتنا  ونزرع بذور الخير في كل مرحلة وخطوة فالتعبير يبدأ باِصغاء صادق وقلب متعاطف ،وخطوة نحو الإنسانية.

...