افتتاح المعرض الختامي لبرنامج الإقامة الفنية في متحف أم الفحم للفن، بالتعاون مع مؤسسة مفعال هبايس
يقدّم المعرض الختامي لبرنامج الإقامة الفنية في متحف أم الفحم للفن خلاصة عمليات الإبداع الفني القائم على العمل المجتمعي، والتي خاضتها أربع فنانات في بدايات مسيرتهن المهنية. وقد ركّز البرنامج على الفن المجتمعي انطلاقًا من وعي المتحف بدوره كمتحف الفن الأول في المجتمع العربي في البلاد، ومسؤوليته في تمثيل القضايا المهمة التي تشغل الشارع المحلي. كما هدف إلى بناء جسور مع المجتمع المحلي الذي يحتضنه، وتشجيعه على التفاعل مع فن معاصر وشاب.
طوّرت كل فنانة مشروعًا فنيًا بالتعاون مع مجموعات محلية من المجتمع العربي، تناولت فيه قضايا حساسة ومعقدة تحاكي الواقع الاجتماعي وتحاول معالجته:
يثرب خطيب تتناول في عملها الشعور بالارتياب الذي تعيشه المرأة العربية في الفضاء العام في إسرائيل، وتتدخل في هذا الفضاء من خلال فن الشارع. التكوين البصري الذي اختارته يتكوّن من رموز صمّمتها عضوات المجموعة التي عملت معها، استنادًا إلى جلسات حوارية شاركنَ فيها تجارب شخصية مُربكة ومشابهة لتجربتها. تعاونت يثرب أيضًا مع فنانة الشارع "أري"، وقامتا بتنفيذ أعمال فنية على جدران في يافا، كريات هملاخا (تل أبيب)، أم الفحم وبرديس حنا- حيث طلبت منها الشرطة لاحقًا إزالة العمل. الخريطة التي تشكلت من هذه الأعمال تعكس مسارًا إبداعيًا وتشكل إشارة رمزية للحماية والشعور بالأمان. بيلسان كريم تتناول في عملها موضوع الجريمة المنظمة في المجتمع العربي. مشروعها الفني تضمن العمل مع شريحتين اجتماعيتين: عائلات ضحايا الجريمة المنظمة، وطلاب مدارس. من خلال جلسات حوار وورشات، قامت كريم بإنشاء أعمال بارزة من عجينة الورق (papier-mâché)، تُجسد الحزن والالم العميق والرغبة في السلام. لنا بيادسة عالجت في عملها صدمة نسائية عابرة للأجيال في ظل النكبة، من خلال تركيب يتكوّن من ثلاث
فساتين تُمثل ثلاث أجيال من النساء. الفساتين تستند إلى تصميم فستان الزفاف التقليدي من منطقتي جت المثلث وباقة الغربية – وهما منطقتان معروفتان تاريخيًا كمراكز لمجتمعات زراعية. لنا ونساء المجموعة اللواتي عملن معها، قمن بتطريز نقش زهري عند فتحة العنق – كما كان شائعًا في الماضي – مستوحى من النباتات المحلية، وقمن بربط الفساتين معًا بخيوط تطريز حمراء، كفعل رمزي يعبّر عن الألم، الذاكرة، والتقاليد التي تنتقل من الأم إلى ابنتها. رباب أبو سعدة اشتغلت في مشروعها على البحث عن النور الداخلي والشفاء. أنجزت تلاً ترابيًا منخفضًا موضوعًا على أرضية قاعة العرض، صُمم على هيئة سجادة طُبعت عليها رموز زخرفية مستوحاة من الحِرف الفلسطينية.تشير هذه الرموز إلى حيوانات محلية ونماذج زخرفية متكررة تحمل دلالات إنسانية وروحية، وترتبط بمسار حياة الإنسان. المجسّم تم إنتاجه بالتعاون مع نساء من مجتمع أم الفحم يمارسن التأمل والشفاء الذاتي، ودمجت فيه تربة من مجدل شمس ومن منطقة أم الفحم. هذا الدمج بين نوعي التربة يولّد تباينًا لونيًا، ويطرح سؤالًا حول الهوية والانتماء..
تم بناء المعرض تدريجيًا خلال فترة الإقامة داخل فضاء المتحف، حيث شكّل هذا الفضاء استوديو مفتوحًا للمجموعات المجتمعية التي عملت مع الفنانات. ويُعتبر هذا النهج التجريبي امتدادًا لتجارب فنية محلية سابقة، مثل الورشة المفتوحة التي أقيمت في متحف إسرائيل عام 1975. وقد تزامن البرنامج مع عملية تجديدات يمرّ بها المتحف حاليًا، مما أتاح للفنانات حرية التنقل والعمل داخل الفضاء، واستخدام المواد بطرق لم تُجرب سابقًا في المتحف.
يثرب خطيب (مواليد 1971)، حاصلة على درجة B.Ed من كلية أورانيم (2022)، ودرجة M.Ed بتفوق من نفس الكلية (2024). شاركت في معارض جماعية عدة في أنحاء البلاد، وقدّمت هذا العام معرضها الفردي الأول في "جاليري المكرّر"، وتعرض حاليًا معرضًا فرديًا آخر في المركز النسوي "إيشا لإيشا" في حيفا.
لنا بيادسة (مواليد 1997)، حاصلة على درجة البكالوريوس بتفوق من مدرسة الفنون في كلية بيت بيرل (2020)، ودرجة الماجستير في العلاج بالفن من كلية سمينار الكيبوتسات (2024). تشارك حاليًا في معرض "بعالبك" في بيت المشروع التابع لـ "زومو".
رباب أبو سعدة (مواليد 2000)، حاصلة على درجة البكالوريوس من مدرسة الفنون في كلية بيت بيرل. شاركت في معارض جماعية، من بينها في مركز إدموند دي روتشيلد وسوق الفن "تسفا تري" في دورته السادسة عشرة.
بيلسان كريم (مواليد 1996)، حاصلة على درجة البكالوريوس في الفنون والآثار من جامعة حيفا. شاركت في معارض جماعية من بينها إقامة فنية في جفعات حبيبة، وشاركت مؤخرًا في "البينالي المستقل".
متحف أم الفحم للفن
ساعات الزيارة:
الأحد – الخميس: 09:00 – 15:00
السبت: 09:00 – 16:00
العنوان: شارع المرمالة 20، أم الفحم
الدخول: 30 شيكل (الدخول مجاني يوم الافتتاح)