على مدارسنا وسلطاتنا المحلية الاهتمام بمعشر الشباب ورعايتهم وإرشادهم وإيجاد الأطر الملائمة لاحتوائهم
قسم كبير من معشر الشباب في مجتمعنا العربي في البلاد يتخبط يمينا وشمالا وهم بحاجة الى من يرشدهم وينصحهم ويكون قدوة لهم نتيجة ضعف التواصل مع عائلاتهم، لان الشباب هم ركيزة الأوطان وسر قوتها، وعماد نهضتها. وبالقدر الذي يرتقي فيه الشباب مراتب العلم والفضيلة بالقدر الذي تصل فيه أوطانهم إلى حيث مجدها وتطلعاتها السامية.
ومن هنا، تبدو العناية بالشباب، ورعايتهم روحياً وفكرياً، مسألة جوهرية وحاسمة بالنسبة لأي أمة. إن ذلك يعني تحديد وجهة الحاضر، ورسم صورة المستقبل، على كافة المستويات ذات الصلة بالحياة العامة ومساراتها. ومن هنا يجب على مؤسسات المجتمع المدني أو المساجد والكنائس والخلوات أن تكون مبادرة وناصحة ومرشدة وموجة لهم، وصاحبة فعل لا ردود أفعال.
وعليها طرح الرؤى والأفكار المضيئة امامهم، وتزرع بذور الخير في نفوس هذه الأجيال الشابة، وتنير لهم دروب الفضيلة، طريق الخير والعدل والمساواة، وقبول الآخر، وتحذرهم وتبعدهم عن الوقوع في براثن السلبية والاتكالية والرذائل وتضيء أمامهم ضوء أحمر من استعمال المخدرات والاتجار بها بالسلاح المهرب واتباع العصبيات الطائفية والعائلية، أو السقوط في شراك المجموعات الإجرامية، التي تنزع عنهم إنسانيتهم، وتبعدهم عن جوهر دينهم وقيمهم وعاداتهم الأصيلة المنادية الى التسامح والمحبة واحترام الآخر.
إن الانسان مخيّر لا مسيّر، له عقل وإدراك وإرادة وحرية الاختيار بين طريقي الخير او الشر وله قيم التي هي البوصلة التي توجه تفكيره وتصرفاته، وهو يدرك طريق الخير بفطرته ، ويدرك طريق الشر أيضا بفطرته. وعليه أن يختار ما هو نافع ومفيد له ولعائلته ولمجتمعه، ويبتعد عما هو سلبي ومدمر لصحته وعقله مثل استعمال المخدرات والمشروبات الكحولية وارتكاب الجرائم والكبائر الكبيرة والخطيرة.