يخربون بيوتهم واوطانهم بأيديهم وقضوا على مستقبل اجيالهم
أصدرت منظمة "اليونيسف" تقريرا ان ملايين من الأطفال العرب في الدول العربية لا يتعلمون في المدارس بسبب تأثير الحرب الأهلية التي كانت ولا زالت على وضع التعليم وأثره الكارثي على الأطفال، جيل كامل لا يتعلم، اضف الى ذلك أولاد غزة التي دمرت مدارسهم بالكامل في الحرب الدائرة هذه الأيام، وان ملايين الأطفال العرب محرومين من حقّهم في التعليم حيث دمرت مدارسهم وشرّدت أعداداً كبيرةً منهم مع اهاليهم كلاجئين في سوريا والعراق واليمن وليبيا، هؤلاء لم يلتحقوا بالمدارسَ ولم يقرؤوا كتاباً ويعيشون في ظروف مأساوية ومشوهين نفسيا من مشاهد القتل والتشرد والجوع والعطش، وليس هذا فحسب بل هنالك أعدادا كبيرة يتعلمون بمدارس لا تمتلك المقوّمات الأساسية لإجراء العملية التعليمية والتي تقام في أجواء صعبة ومتخلفة، وهناك ملايين من التلاميذ يدفعون ثمن إهمال حكوماتهم بعدم إدخال مناهج تعليم حديثة تضمن تعليماً حديثاً يلائم متطلبات العصر قادرا على خلق أجيالاً قادرةً ان تبني نفسها وتنهض بشعوبها الى الأمام وتخلصها من المناهج الدراسية المختلفة.
لقد عانت الشعوب العربية من الامية والجهل في جيل الأجداد والإباء واليوم اضف الى ذلك مصيبة الامية والجهل التي انتشرت بالأجيال الجديدة، والذي خطط للحروب الاهلية من وراء الستار كان قصده ان يجعل من الجهل معول هدم لاساسات المجتمعات العربية وتفكيكها لغاية في نفس يعقوب.
لا يوجد شعب على مر التاريخ عرض نفسه للتهلكة والدمار كالشعوب العربية، فمنذ سنة 1975 وحتى اليوم ثمانية حروب أهلية في الوطن العربي حرقت الأخضر واليابس، والله يستر ماذا سيحدث في المستقبل القريب وهذا سببه قيادات منصبه وخائفة لشعوبها ومصلحجية، وشعوب مقموعه وكأنها في سبات عميق.
وأخيرا وليس آخرا، الأوضاع السائدة في العالم العربي سيئة جدا بل مأساوية واهمال الحكومات العربية للتعليم ترك ملايين من أطفال العرب بلا تعليمٍ غارقون في الامية والجهل، وللأسف تسهم القيادات العربية في تدمير اوطانها وتجهل شعوبها وتقضي على مستقبل أبنائها الذين سقطوا ضحايا لهذه الصراعات المدمرة والمستفيد منها فقط أعداء الامة.
على العرب حكاما وشعوبا ان يستيقظوا وبالذات المثقفون من سباتهم ويسعوا لوقف الصراعات الدامية ويبنوا أوطانهم من جديد بعد ما دمروها وان يهتموا بتطوير التعليم لأبناء مجتمعاتهم، فهم يمتلكون ترليونات الدولارات يستطيعون بها بناء العالم العربي من جديد بدلا من استغلال الدول الاستعمارية لهذه الثروة الهائلة، فهذه الثروة ليست لابناء العائلات الحاكمة بل هي ملك للشعوب الامة العربية.