أبناء المطلقين بين المطرقة والسندان
النزاعات الزوجية للأزواج الذين اختاروا الطلاق نهاية لحياتهم الزوجية لا يساعد تدخل الاخصائية الاجتماعية من قبل مكتب الخدمات الاجتماعية ولا تدخل المحكمة الشرعية لإقناعهم بالعدول عن الطلاق , وهذا ليس لب المشكلة ، لب المشكلة النزاعات حين يكون أبناء للزوجين , فألاب يصر على كسبهم لصالحه ويحرضهم ضد الام وهكذا تفعل أيضا الام التي تصر أكثر على أنها الأولى بالرعاية والاحتضان وهذا الامر يسبب للاولاد مشاكل نفسية كبيرة ، وهنا تأخذ المسألة بعدها الإنساني المأساوي والضرر النفسي للأبناء طبعاً نتيجة هذه النزاعات ، وبالذات إذا احتكم كلاهما للعناد وليس لمصلحة الأبناء!.
وهناك نزاعات زوجية للأسف تنتهي بشكل مأساوي وفضائح متبادلة بينهما وأحياناً ينضم الى دائرة النزاع أبناء عائلتي الزوجين وتنشب خلافات وشجارات بينهم تزيد الطين بله ، فتصبح القضية وكأنها معركة تقرير المصير بحيث يعتقد كل طرف بأن حسم القضية لصالحه وضم الأبناء إليه بأية طريقة معناهما انتصاره الأكيد على الطرف الآخر.
قضية ضم الأبناء، تحتاج إلى تدخل مكاتب الخدمات الاجتماعية التي بتقريرها الاجتماعي للمحكمة توصي لحسم موضوع الحصانة، وفي حالات نادرة تكون الحضانة للأب لاعتبارات تقررها مكاتب الخدمات الاجتماعية بسبب عدم أهلية الام حضانة الأبناء , وهذا لا يعني أن الأب مؤهل لهذه المهمة، فالأب في نهاية الأمر رجل، لديه عمله وارتباطاته حركته وعلاقاته وطبيعته التي قد لا تتلائم مع حالة الارتباط الدائم بأطفال في سن الرعاية أو مراهقين في سن التربية والمتابعة، مما يعني أنه غالباً ما قد يعهد بهم ف هذه الحالة الخاصة لوالدته أو شقيقته أو يتزوج ويبدأ حياة جديدة، وبالنسبة للأبناء معاناة طويلة الأمد، وهناك استثناءات حتماً لكن هذا ما يحصل غالباً !.
وإذا آلت الحضانة للأم فالأمر لن يختلف، بل سيزداد تعقيداً، فهي بحاجة لتوفير احتياجات الأبناء لان النفقة التي تتقاضاها من مطلقها لا تكفي فتضطر للعمل وهذا يكون على حساب رعاية وتربية الابناء ¸إضافة لفقدان وجود الأب الذي يشكل عدم وجوده في حياة الابناء خللاً كبيراً سيظهر سريعاً على سلوكياتهم ونفسياتهم في صغيرهم وكبيرهم !
أيها الأزواج اسمعوا وعوا . الزواج مسؤولية كبيرة وهو أقدس رباط بين اثنين وعليكم صيانته , والحياة ليست دائما مفروشا بالزهور , واحيانا كثيرة تحدث خلافات ولكن يجب التنازل الواحد للآخر وحلها وليس كلما دق الكوز بالجرة التفكير بالطلاق , قبل ان تفكروا بالطلاق عليكم ان تعرفوا ان الطلاق يضر بأولادكم ضررا بالغا وهو لا يهدم بيوتاً فقط، لكنه يحطم أجيالاً من الأطفال الصغار الذين هم بحاجة لمن يرعاهم ويمنحهم الحب والحنان والعاطفة ويوفر لهم الأجواء العائلية الصافية والايجابية ويتابعهم ويمنحهم الامن والأمان ويضيء لهم الطريق ويوفر لهم كل احتياجاتهم لحين نضوجهم .
الدكتور صالح نجيدات