تحميل...

أم الفحم تُجدد العهد مع اللجون في يوم الوفاء والإنتماء

كل العرب
نُشر: 18:15

في صباحٍ من تشرين تشرّب عبق الذاكرة ودفء الانتماء، عادت قرية اللجون المهجّرة لتنبض بالحياة

من جديد، حيث احتضنت ارض اللجون يوم السبت الموافق 25/10/2025 فعالية مميزة حملت عنوان

;يوم الوفاء والانتماء للّجون والتي نظّمها المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم، وبالشراكة مع اللجنة

الشعبية، في مبادرة هدفت إلى ترسيخ الانتماء الوطني، وتعميق العلاقة بين الأجيال الشابة والأرض

والهوية.

جاء هذا اليوم التوعوي والوطني ليؤكد أن الأرض لا تنسى أبناءها، وأن الأجيال الجديدة تحمل الذاكرة

وتواصل الحكاية بوعيٍ وفخرٍ وانتماء.

وشارك في الفعالية جمهور واسع من مختلف الفئات العمرية فاق ال 350 مشارك من الأطفال والشبيبة

وحتى الجيل الذهبي – ليعبّروا معًا عن وحدة الذاكرة والمصير، وعن وفاءٍ متجدد للأرض والقرية التي

لا تغيب عن الوجدان.

بدأت فعاليات اليوم بأعمال تنظيف وصيانة لمقبرة اللجون التاريخية، تخللها زراعة أشتال من الورود

والنباتات على أيدي متطوعي الشبيبة الذين جسّدوا، من خلال عملهم، معنى العطاء والانتماء للأرض

والتاريخ. وقد شكّلت هذه الفقرة الافتتاحية مشهدًا رمزيًا عميقًا عبّر عن التواصل بين الأجيال واستمرار

الذاكرة في الوعي الجمعي.

تبع ذلك الافتتاح الرسمي للبرنامج، حيث رحّب السيد محمد صالح إغبارية – مدير عام المركز

الجماهيري والمسرح العربي في أم الفحم بالحضور، مؤكدًا أن هذا اليوم يأتي ضمن رؤية تربوية

ووطنية هدفها تعزيز الانتماء والهوية وربط الأجيال بجذورها، مشيرًا إلى أهمية غرس القيم الوطنية

والإنسانية في نفوس الأبناء.

وألقى السيد ناصر خالد اغبارية – القائم بأعمال رئيس بلدية أم الفحم كلمة البلدية، عبّر فيها عن اعتزاز

البلدية بدعم مثل هذه المبادرات التوعوية الوطنية التي تربط بين التاريخ، الأرض، والهوية، مؤكدًا أن

استمرارها يشكل استثمارًا في الوعي الجمعي للأجيال القادمة.

أما السيد محمد خضر جبارين – رئيس اللجنة الشعبية، فأكد في كلمته أن يوم الوفاء للجون هو فعل

وطني وواجب أخلاقي تجاه الأرض والذاكرة، ورسالة وفاء للأجداد الذين حافظوا على الهوية رغم

التهجير والغياب.

وفي فقرة مؤثرة، تحدّث السيد زياد أمين طميش – أحد أبناء اللجون الذين عاشوا طفولتهم فيها –

فشارك الحضور ذكرياته عن القرية وأهلها، مستعيدًا صورًا من الماضي حملت في طياتها الحنين

والاعتزاز والوفاء.

وفي محورٍ تربوي توعوي مميز، أقام المركز الجماهيري خيمة تراثية و 9 محطات وورشات فنية

وثقافية وتفاعلية للأطفال، من بينها الرسم على الوجوه، والأعمال الفنية الجماعية، والألعاب التراثية

والتعليمية، فعالية البالونات بالألوان الأربعة، وقدمت سرية كشاف ام الفحم عرضا كشفيا مميزا، كل هذه

الأنشطة هدفت إلى ربط الجيل الناشئ بجذوره الثقافية والتاريخية من خلال الإبداع والتجربة المباشرة.

كما شارك عدد من المتطوعين في تصميم محطات تربوية عززت مفاهيم الانتماء، المسؤولية

المجتمعية، والارتباط بالأرض.

تخلّل اليوم كذلك أنشطة تراثية قدّمتها نساء ديوان الثلاثاء المنبثقة عن قسم الوالدية والأسرة المركز

الجماهيري من خلال إعداد مأكولات فلسطينية أصيلة عكست روح الموروث الشعبي الفلسطيني،

وقدمت الناشطة السيدة منهى امارة مداخلة عن المأكولات التراثية أيضا، فيما أحيا الفنان المنشد أحمد

خالد فقرة فنية وطنية وشعبية أضفت على الأجواء طابعًا احتفاليًا جمع بين الفرح والاعتزاز بالهوية.

اختُتمت الفعالية بأجواءٍ وطنية وتربوية مفعمة بالفخر، حيث أجمع المشاركون على أن هذا اليوم لم يكن

مجرد نشاط جماهيري، بل محطة رمزية تعبّر عن عمق العلاقة بين الإنسان وأرضه، وعن التمسك

بالذاكرة كجزء أصيل من الهوية.

وأكد المنظمون أن نجاح هذا اليوم – بما حمله من مضامين تربوية ووطنية غنية – هو ثمرة تعاون بنّاء

بين المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم بمركباته ( قسم الشبيبة، مجموعات القادة الشباب، مجموعات

المتطوعين، مجموعة الرواية الفلسطينية، مجلس الطلاب والشباب البلدي، مجموعات شبابية أخرى)

واللجنة الشعبية، من منطلق إيمان مشترك بأن الذاكرة تُروى بالفعل، وأن الأجيال الشابة قادرة على

حمل الرسالة وصون الهوية لتبقى اللجون حاضرة في الوجدان والوعي الجمعي.

...