تحميل...

مؤشر التمثيل: حضور المتحدثين العرب في الإعلام العبري يغيّر تأطير تغطية حوادث إطلاق النار في البلدات العربية

كل العرب
نُشر: 19:41

يُظهر فحص خاص أُجري ضمن مشروع “مؤشر التمثيل” - المشترك لجمعية سيكوي-أفق وموقع العين السابعة - أنّ إشراك متحدثين من المجتمع العربي في التغطية الإعلامية الناطقة بالعبرية لحوادث إطلاق النار في البلدات العربية يؤثر بشكل مباشر على تأطير التغطية ويحدّد من يُقدَّم كضحية ومن يُهمَّش صوته.

النقب: إطلاق نار في بلدات عربية – المستهدَفون عرب و"الضحايا" يهود

في أعقاب حوادث إطلاق النار التي شهدتها بلدتا اللقيّة وبير هدّاج في النقب، والتي سُمعت أيضًا في بلدات يهودية مجاورة، ركّزت التغطية الإعلامية العبرية بشكل شبه كامل على مشاعر الخوف وانعدام الأمان لدى السكان اليهود، متجاهلةً حقيقة أساسية: إطلاق النار وقع داخل بلدات عربية  بدوية ، وسكّانها هم المتضررون الأوائل والمباشرون.

خلال 48 ساعة فقط، نُشرت 27 مادة إعلامية، شارك فيها 24 متحدثًا، من بينهم 7 فقط من المجتمع العربي.

غالبية التغطيات ركّزت على تأثير إطلاق النار على السكان اليهود من البلدات المجاورة، ذلك رغم أنّ الحوادث وقعت داخل بلدات عربية  بدوية. هذه التغطيات قدّمت سكان البلدات اليهودية كضحايا، بينما لم تخصص أي خبر واحد للحديث فقط عن الضحايا العرب. كما أنّ الإشارة إلى أنّ الجريمة في المجتمع البدوي تمسّ أولًا وبشكل مباشر بأبناء المجتمع أنفسهم وردت في أقل من 40% من التغطيات، وغالبًا على لسان متحدثين عرب. 

الفريديس: الصوت العربي يبدّل السردية

في المقابل، تُظهر تغطية حادثة إطلاق النار في الفريديس - في الإعلام العبري أيضًا - نموذجًا مختلفًا تمامًا. فبعد الحادثة، ومع قرار الشرطة إغلاق أحد مداخل البلدة، شهدت التغطية الإعلامية حضورًا واسعًا لمتحدثين من المجتمع العربي: 10 من أصل 13 متحدثًا (77%) خلال 48 ساعة.

برز رئيس المجلس المحلي، أحمد برية، كصوت مركزي، واضعًا معاناة سكان الفريديس في قلب القصة، وناقدًا سياسة الإغلاقات التي تحوّل البلدة بأكملها إلى رهينة للعنف والإجراءات العقابية الجماعية.

نتيجة لذلك، تغيّر إطار التغطية: في 50% من المواد الإعلامية تقريبًا، عُرضت معاناة السكان العرب بوصفها القضية الأساسية، لا الهامشية.

سيكوي-أفق: صوت المجتمع العربي هو الضمان لتغطية تعرض سرديّته

وقالت هديل عزّام-جلاجل، المديرة الشريكة لقسم العمل الجماهيري في جمعية سيكوي-أفق: "المعطيات لا تترك مجالًا للالتباس: تغييب المتحدثين العرب عن الإعلام العبري يعني تغييب الضحايا أنفسهم. عندما لا يُسمَع صوت المواطنين العرب، تُقدَّم الجريمة كقضية أمنية تمسّ اليهود فقط، بينما يُمحى واقع أنّ المجتمع العربي هو المتضرر المباشر الذي يدفع الثمن الأكبر. هذا تغييب منهجي للحقيقة، لا خطأ تقني أو مهني عابر. حضور الصوت العربي ليس امتيازًا إعلاميًا، بل شرط أساسي لكشف المسؤولية السياسية والسياسات التي تترك بلدات كاملة مكشوفة للعنف. هذا الأمر صحيح دائمًا، ولكن عندما تكون الحكومة من المروّجين والداعمين للتّهميش - تصبح مهمة الإعلام في رواية القصة كاملة وبصورة دقيقة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. تغطية مهنية تشمل الصوت العربي يمكن أن تؤثر في وعي الجمهور وفهمه للقضية، وبالتالي التأثير بشكلٍ مباشر وملموس على السياسات".

...