تحميل...

بلا طللٍ ولا تاج

خالد عيسى 
نُشر: 01:12

لم أَقِفْ على طَلَلٍ،

فالطُّلولُ اليومَ أبراجُ زجاجٍ،

والريحُ تمرُّ بينَها

كلاجئٍ نَسِيَ اسمَه.

أبكي؟

لا.

فالبكاءُ صارَ نشرةَ أخبار،

والحُزنُ مهنةً رسميّة

تُمنَحُ لها أختامُ الدُّول.

أنا ابنُ الفقدِ،

أحملُ في دمي صهيلَ الأسئلة،

وفي فمي مرارةَ الحقيقة

حين تُقالُ بلا حراسة.

أبحثُ عن حبيبتي

فأجدُها خارطةً مُقَطَّعة،

كُلُّ يدٍ تدّعيها،

ولا أحدَ يُعيدُ لها الجسد.

يا ليلُ…

لم يَعُدْ طويلًا،

بل مُراقَبًا بالكاميرات،

تَخونُهُ النوافذُ المضيئة

وتفضحُ أسرارَ النجوى.

كنتُ فارسًا،

أمّا الآنَ

فالفروسيةُ تُقاسُ بعددِ المتابعين،

والسيفُ صارَ بيانًا،

والدمُ يُراقُ بصيغةِ المبنيِّ للمجهول.

أسكُرُ؟

نعم،

لكن ليس بالخمر،

أسكُرُ بالرفض،

بأن أقولَ «لا»

حين تُطالِبُني الجموعُ

أن أصفّقَ لجلّادي.

أنا امرؤُ القيسِ

حين خُلِعَ عنهُ التاجُ

وأُلبِسَ قناعَ المواطنِ الصالح،

أركضُ خلفَ معنى

يهربُ كلّما اقتربتُ،

كغزالةٍ تعرِفُ أنَّ الرصاصَ

أسرعُ من القصائد.

سأكتبُ،

لا لأستعيدَ مُلكًا ضائعًا،

بل لأُسقِطَ وهمَ المُلك،

فالكلماتُ حين تثور

تصيرُ أوطانًا

لا تُحتَلّ.

...