تحميل...

ميلاد السّلام ولمّته في اعدادية عبلّين

زهير دعيم
نُشر: 02:02

ضُحى اليوم الخميس 18122025 أسعدني أن أحضر مع باقة من متقاعدي نادي الاكاديميين والمعلّمين في عبلين لمّةً ولقاءً جميلًا بعنوان :  ميلاد يسوع هو ميلاد السماء .

وذلك بحضور رئيس المجلس المحلّي السيّد شريف حيدر وأعضاء مجلسه ولفيف جميل من رجالات الدين من كلّ الطوائف: المسيحية ، الإسلامية ، الدرزيّة ، الأحمدية واليهودية وباستقبال بهيج من الكشّاف الأرثوذكسي – عبلين حيث رحّب بهم الأستاذ فهد الحاج مدير المدرسة  ..وسادت أجواء جميلة تخللها  غرس و زرع للمحبة في النفوس  ، وتذوّق الأطعمة والضيافة الطيّبة ..

فارتأيت أن أغرّد هذا اللقاء بنجوى أدبية  صغيرة  :

في كنف اعدادية عبلين الجميلة ، وفي أجواء تقطر محبّة وتتسربل بالإخوة ، في هذا  الدفءِ المملوءِ نورًا ، اجتمعتِ القلوبُ قبل الوجوه ، وتلاقت الأرواحُ قبل الكلمات .  

عبلين، بلدةُ القلبِ النابض في الجليل ، والشّامة الجميلة على خدّه ، وفي مدرستها  الإعدادية الجميلة ،  احتضنت لقاءً لا يُشبه سواه ، لقاءً صعد فيه الميلاد من المغارة إلى المجد ، ومن الزينة إلى الزوّادة الروحيّة . فجمع رجالات الدين من كلّ الطوائف حول طاولة الحوار المنادي ابدًا بالمحبة والتسامح والغفران وزرع القيم ..  

  نعم ... فميلاد السيّد المسيح لم يكن مجرّد عنوان ، بل نشيدُ حبّ وحقيقة ، صدح في أرجاء المدرسة الإعداديّة ، حيث اجتمعَ رجالُ دين من كلّ الأطياف  يلمّهم الإخاء وتلفّهم المحبّة ،  فراحوا يزرعونها في قلوب الحاضرين  والمعلّمين والطلّاب .  

  جلس الجميع على مائدة الميلاد ، حيث  لا زينةَ طاغية  بل محبّة ، ولا هتافَ بل خشوع .  

عبلين حكت ... وعينُ الله باركت.  

فما أجمل الميلاد حين نعيشهُ معًا ،  ونعيش الإنسانية بكلّ مفاهيمها الجميلة ،  في زمن غرق فيه مجتمعنا العربيّ وللأسف بالعنف والقتل والجريمة .

فما أبهى الوطن حين يلتفُّ حول المذود ، لا لينظر فقط ، بل ليولد من جديد.  

  سلامٌ عليكِ يا عبلين .... 

يا من شهدتِ أنَّ السّماءَ لا تُولد إلا على بساط المحبّة ؛ محبة كلّ الناس  من كلّ لون وعِرق .. 

 حقًّا في زوايا المدرسة الإعداديّة العبلّينيّة الجميلة ، ارتفع صوت المحبّة  كعطرٍ صاعدٍ نحو العُلى ،  

وبين ضحكات الطلّاب  ولمعان العيون، فهمنا أنّ الميلاد لا يحتاج إلى زخرفة ، وان الإنسانية لا تحتاج الى ضجيج   

بل إلى دفء  وإلى قلبٍ يعرف أن يغفر، وأن يُعطي دون حساب .

...