تحميل...

على ناصية الطَّريق

زهير دعيم
نُشر: 14:50

اهداني الكاتب الجميل والاخ معين أبو عبيد – شفاعمرو

إصداره الثالث بعنوان : على ناصية الطَّريق وهو يتألف من

188 صفحة ويحتوي على قراءات ، واحداها لي بعنوان

 لوّنوا حياتكم بألوان التفاؤل والسعادة  – الكاتب والشاعر

زهير دعيم يتقن الوان إصداره..

ويحتوي ايضًا الكتاب عدا القراءات على مقالات اجتماعية

وخواطر أدبية .. فبورك عطاؤك الجميل كاتبنا واخي الغالي

معين .

نعم ... في زمن يضجّ بالضّجيج ، يُطلّ علينا الكاتب الصديق

معين أبو عبيد بكتابٍ جديدٍ ، يحملُ عنوانًا أنيقًا : على ناصية

الطريق " وكأنه يلوّح لنا من رصيف الحياة ، ليقول: ; توقّفوا

لحظة... وتأملوا 

في صفحاته لا يمرّ القارئ عبورًا سريعًا ، بل يجد نفسَه أمام

خواطر تُشبهه ، ومقالات تمسّ شغاف قلبه ، وحروف صادقة

تهمس في أذنه بأنّ الكلمة ما زالت بخير.

ولقد كان لي شرف أن أكون جزءًا من هذه الولادة الأدبية ، عبر

تحليل جميل وهادف لكتابي : أغنيات ملوّنة.. وايضًا عبر قراءةٍ

خطّتها وتخطّها محبّتي لهذا القلم النبيل، الذي يرى في الكتابة

رسالة ، وفي الحرف سلاحًا للبناء لا للهدم.

وبين دفّتي كتابك الجديد على ناصية الطريق يا صديقنا العزيز

معين أبو عبيد ، وجدتُ أكثر من نصّ : وجدتُ نظرةً صادقة

وكلمةً تُريد أن تُعيد الإنسان إلى إنسانيّته ، وإلى ذاته المشرقة على

دروب الحياة المتعبة أحيانًا.

ليس غريبًا أن تتجلّى الكتابة في عملك كما لو كانت مرآةً تلقي

ضوءًا على وجوهنا قبل صفحاتنا.

نعم وأيم الحقّ في هذا الكتاب لا نقرأ كلماتٍ فقط…

بل نقرأ تجاربَ ومواقفَ وتأملاتٍ تشبه ارتداد الصدى في

صدورنا .

من بين النصوص التي خطّتها أناملكِ الشّذيّة ، يطلّ علينا نصّان

يبعثان في النفس سؤالًا وجوابًا ولقاءً أحببت ان أُسلّط الضّوء

عليهما :

حروف متمرّدة

يبداُ النصُّ بعنوانٍ قويٍّ يوحي منذ اللحظة الأولى بوجود صراع

داخلي…

الصراع هنا ليس مع الخارج فحسب ، بل مع داخل الذات الحيّة

التي تؤمن أن الكلمة ليست فقط أداة للتعبير، بل نبض لإنقاذ معنى.

التمرّد في النص ليس فوضى ، بل وعي.

الكاتِب لا يتباهى بالتمرد فأنا أعرفه ، بل يعرضه كـفعلٍ ضروريّ

، عندما تصبح الحروف سجينة القوالب الجاهزة ، أو أسيرة

الكلمات المتداولة بلا معنى . إنّها دعوة لإعادة الحيوية إلى اللغة

وإعادة الإحساس إلى المعنى.

هنا لا تمرد من أجل التمرد ، بل تمرد يبشّر بوجود أعمق :

تمرد ضد الركود ، تمرد ضد التكرار ، تمرد ضد ما يشبه رقصة

الدمى المكررة .

أسلوب صديقي معين هادف وحلو ، فهو يتألّف من جُمل قصيرة

لكنها مركّزة ، لا تتراخى ولا تتكاثر بلا داعٍ.

ناهيك على أنّ الصورة الشعرية تتبدّى في حركة الحروف حين

تنسلخ من السُكون وتُعيد تشكيل نفسها في محراب المعنى .

الرسالة الجوهرية :

أن الكلمة حين تُحرَّر من القيود، تتحوّل إلى فعل حياة ، لا مجرد

علاماتٍ على الورق.

الحروف المتمردة ليست صاخبة … بل صادقة في دعوتها نحو

الحقيقة.

الوقع في النفس:

نقرأ النصَّ ونشعر بأنّنا أمام ثورة هادئة ، ثورة لا تُطيح بالعالم…

بل تُعيد بناءه من الداخل.

أمّا النصّ الثّاني الذي ابغي أن أُسلّطَ الضوء عليه فهو:

 الحياة رحلة طويلة تبدأ بصرخة ميلاد 

هذا النص، كما العنوان بالضبط ، يرتكز على تصور شموليّ

للحياة:

فالحياة ليست طفرة عابرة ، ولا ركضًا خلف غاية وحيدة…

بل هي رحلة طويلة تبدأ بصوتٍ قويّ وثابت … صرخة الميلاد !

صرخة الحياة ..

وهذه الصرخة هنا ليست عَبَثًا، بل إعلان وجود، وإعلان بداية

ورحلة جديدة لم تبدأ بالأسئلة بل بالوجود ذاته.

قد تبدو صرخة الميلاد مجرد حدث بيولوجي… لكن النصّ

يمنحها رمزًا وجوديًا :

فكلّ انطلاقٍ في الحياة يبدأ بصرخة…

صرخة تطلب الانتباه وتفتح الأفق .

الأسلوب :

أسلوب الكاتب تأمّليّ ، وعميق يستخدم لغة قريبة من القلب ، سهلة

ولكنها في ذات الوقت غنية بالمعاني .

وجوهر الرسالة تقول : إنَّ الحياة ليست سباقًا إلى النهاية ،

بل سلسلة من التحوّلات…

والميلاد ليس حدثًا عابرًا ، بل بوابةٌ الّاكتشاف .

وخلاصة القول وللحقيقة أقول : أشعر وأنا أقرأ النصّ بأنّ

المؤلف يرينا الحياة بمنظار إنسانيّ ، حيث لا يكفي أن نعيش…

بل ينبغي أن نعي معنى الحياة ، وأن نُسائلها ، وأن نحتفي بها.

وأخيرا وفي عجالة أقول :

شكرًا أخي الكاتب المبدع معين أبو عبيد لأنك كتبت ، ولأنك

وثّقت ولأنك دعوتنا للتأمّل في الحياة والحرف …

لكلّ نصّ في كتابك جسرٌ يصل بين الضمير والقلب ، بين الذات

والعالم ، بين الماضي والحاضر.

ابارك لك هذا الإصدار الجميل ، ونزفّ لك من عبلّين باقات شكر

وزنابق على روعة فوْحِ عطرِ حرفك وشذا معانيك.

...